أسنان الأطفال..
أسنان الأطفال.. المحافظة على النمو السليم لا يكتمل إلا بأسنان صحية
تبدأ العناية بصحة فم الطفل منذ الولادة
د.عبدالله بن صالح الكريديس
المحافظة على صحة الفم لدى الأطفال له دور مهم في المحافظة على صحة أبدانهم ككل، ومن المعروف أن الغذاء السليم والصحي من أساسيات المحافظة على النمو السليم والصحي لدى الطفل، ولا يكتمل إلا بأسنان صحية حتى تساعده على تناول الغذاء بصورة طبيعية.
كيف يحصل طفلي على أسنان صحية وجميلة وكيف يمكنني مساعدته في المحافظة عليها وما هي الخطوات الصحيحة للعناية بأسنان طفلي حتى الكبر؟ سنتعرض للإجابة عن كل هذه الأسئلة التي ربما تدور في ذهنك من خلال استعراض مختلف مراحل النمو للطفل و ما يجب عمله في كل مرحلة.
1- مرحلة الحمل
صحة الجنين من صحة الأم، إذ إن التزام الأم بالتعليمات الغذائية مهم جدا لأسنان الطفل كأي جزء آخر من جسمه.
ويجب على الأم الحامل المحافظة على الغذاء الصحي والمتوازن والغني بالفيتامينات والمعادن سواء عن طريق الأطعمة أوالمكملات، ومن المعروف أن احتواء الغذاء على مادة الكالسيوم مهم جدا لنمو العظام ولتكوبن الأسنان، لذا على الأم المحافظة على شرب الحليب ومشتقاته طوال فترة الحمل.
وما يجب الإشارة إليه هنا أن تناول نوع من الأدوية مثل المضاد الحيوي تتراسايكلين (Tetracycline) خلال فترة الحمل يؤثر على تكوين الأسنان في شكلها ولونها وخصوصا عندما يتم تناولها في مرحلة تكلس أسنان الجنين.
ومن آثار تناول التتراسايكلين هو بزوغ أسنان الطفل بلون مختلف عن لون الأسنان الطبيعية حيث تميل إلى اللون الرمادي أو الأزرق.
2- مرحلة ما بعد الولادة
تبدأ العناية بصحة فم الطفل منذ الولادة، فيجب مسح لثة الطفل بعد الرضاعة بواسطة قطعة من الشاش أو القماش الناعم وذلك لإزالة الجير أو أي ترسبات ناتجة عن التغذية، ويساعد ذلك على تهيئة فم صحي ونظيف لطفلك ولمنع تكون الالتهابات الفطرية في الفم نتيجة لتخمر الحليب.
تبدأ أسنان الطفل اللبنية في البزوغ من خلال اللثة، وأول الأسنان اللبنية تبزغ في عمر 6 إلى 9 شهور وتختلف من طفل لآخر وتلعب الوراثة دورا كبيرا في تحديد عمر السن الأول، حيث يجب على الوالدين البدء في تفريش الأسنان في هذه المرحلة وذلك باستخدام فرشاة أسنان صغيرة وناعمة مع الماء فقط ومن دون معجون الأسنان حتى سن الثانية، حيث يبدأ باستعمال كمية من المعجون بحجم حبة البازلاء.
ومن العادات الخاطئة التي يقوم بها الكثير من الأمهات هي ترك حليب الرضاعة الصناعية في فم الطفل أثناء نومه.
والمشكلة تكمن في أن الحليب الصناعي يحتوي على مقدار كبير من السكريات وتركه في فم الطفل أثناء الليل يساعد في تجميع السكريات حول الأسنان، وبالتالي تكون مرتعا مناسبا للبكتيريا المسببة لتسوس الأسنان.
وهذا ما يسبب نوعاً من تسوس الأسنان لدى الأطفال ويسمى تسوس الرضاعة (nursing caries) ويعرف بتسويس في كامل الأسنان اللبنية في الفك العلوي للطفل وهو المكان الذي يتركز فيه الحليب أو العصير المتناول بواسطة الرضاعة الصناعية.
والسؤال هنا كيف يتم تجنب هذا النوع من التسويس خصوصا إذا كان الطفل متعودا على النوم بالرضاعة الصناعية؟
والجواب هو: يجب عدم ترك الرضاعة طوال الليل في فم الطفل، وبمجرد نومه تتم إزالتها من فمه ومن ثم مسح الأسنان واللثة المحيطة بقطعة قماش مبللة بالماء أو تفريشها إن أمكن، والأفضل العمل على ايقاف هذه العادة أو استبدال الحليب الصناعي بالماء أثناء النوم، كما أنه من الخطأ تناول الطفل للعصائر المصنعة والأفضل استبدالها بعصائر طبيعية.
3- مرحلة 2-5 سنوات
في هذه المرحلة تستمر الأسنان اللبنية في البزوغ وتكتمل في عمر 3-4 سنوات تقريبا وعدد الأسنان اللبنية 20 سنا، وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
- من الملاحظ عند اكتمال بزوغ الأسنان اللبنية هو وجود فراغات بين الأسنان الأمامية وهذا طبيعي جدا لأنه يعطي مكانا ملائما لبزوغ الأسنان الدائمة الأكبر حجما، أما إذا كانت الأسنان اللبنية متراصة ومن غير فراغات (Hollywood smile) فهذا قد يؤثر لاحقا في ترتيب الأسنان الدائمة مسببا تزاحما وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى ضمور بعض الأسنان الدائمة.
- لذا فإنه من المهم الزيارة الدورية لطبيب الأسنان منذ بزوغ الأسنان الأولى و التعود على ذلك كل ستة أشهر حتى يتم تدارك المشاكل المتعلقة بصحة الفم منذ البداية وله الأثر الكبير أيضا في إزالة الرهبة والخوف من طبيب الأسنان.
- يجب أن يتم تعويد الطفل في هذه المرحلة على تفريش الأسنان بواسطة الفرشاة و المعجون، و تبدأ بتعليمه من قبل الوالدين وتشجيعه من خلال مراقبته لهم وهم يفرشون أسنانهم أو مراقبة إخوانه الأكبر سنا.
الغذاء السليم والصحي من أساسيات المحافظة على النمو السليم والصحي
لنعلّم أطفالنا الكيفية الصحيحة لتفريش الأسنان