من وسائل الوصول إلى لذة العبادة
الرضا بالله رباً: إن لم تكن مسألة الرضا بالله رباً واقعاً فلن تتلذذ بالعبادة. أنت تقول في اليوم 7 مرات رضيت بالله رباً لكن هل تعرف ماذا تعني هذه الكلمات؟ أن ترضى بالله رباً يعني أن ترضى عن شرعه وأن ترضى بقضائه وقدره وقدرته سبحانه وتعالى والرزق من القضاء والقدر وفي الحديث القدسي يقول تعالى "إن أنت رضيت بما قسمت لك أرضيت بدنك وعقلك وكنت عندي محموداً"، وأن ترضى بحكمته تعالى في الأمور. ترك الاختيار قبل القضاء يقول إبن القيم أن لا تقل محبة الله تعالى بعد القضاء وتقل المحبة بقلة العبادة لذلك بعد نزول المصيبة يجب أن تزيد العبادة لتقطع على الشيطان لعبه بالإيمان. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوه قائلاً: "اللهم رضّني بقضائك حتى لا أحب تعجيل ما أجّلت ولا تأجيل ما عجّلت". الرضا يأتي من المحبة فالمحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب وألا يُشرك بينه وبين غيره في محبته ويُبعده ولا يحظيه بقربه وإذا كان المحبوب من الخلق يأنف ويغار أن يشرك محّبه غيره في محبته فكيف بالحبيب الأعلى سبحانه؟! يقول الشاعر:
كان لقلبي أهواءٌ مفرقة فاستجمعت مُذ رأتك العينُ أهوائي
فصار يحسدني من كنت أحسده وصرت مولى الورى مُذ صرتَ مولائي
تركت للناس دنياهم ودينهم شغلاً بذكرك يا ديني ودنيائي
الرضا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً مبلِّغاً عن الله سبحانه وتعالى.: يقول الحسن البصري: لا تغتروا بقول من يقول المرء مع من يحب من أحبّ قوماً إتّبع آثارهم وأخذ بهديهم واقتدى بسنّتهم. والرضا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يعني التسليم له والتحاكم إلى سنّته.