تاريخ فن النحت والنقش عند المسلمين الصينيين
يعد فن النحت من أقدم الفنون وأكثرها انتشارا وتنوعا في العالم. وقد يكون النحت
على قطعة صغيرة من الحجر أو تمثالاً ضخمًا. وعلى الرغم من أن كلمة نحت تعني
قَطْع أو حَفْر، إلا أن فن النَّحت يشمل الأعمال التي يتم تشكيلها أو بناؤها أيضًا.
وترجع أقدم الأعمال النحتية الموجودة اليوم إلى العصر الحجري الأول،
ويزيد عمرها على الثلاثين ألف سنة. وعلى مدار مئات السنين كان فن
النحت دلالة على تقدم وتطور الحضارات. ويقدم لنا التاريخ أعمالا فنية
مختلفة من فنون اعظم و اقدم الحضارات مثل الحضارة
الفرعونية والصينية والإغريقية.
سمات النحت و النقش عند المسلمين الصينيين:
تبدو سمات فن النحت الإسلامي فى الصين فى
العديد من المساجد الصينية القديمة، و يجمع بين سمات فن النحت الصيني
الكلاسيكي والنحت الإسلامي ولذلك نجد أن فن النحت عند المسلمين الصينيين لها مذاقه الخاص.
واستطاع النحات الصيني المسلم أن يُظهر صفات النحت الاسلامى فى
اعماله الفنية حيث نحت الزخارف قليلة البروز، وجعل مكونات العمل
تتكون بصفة عامة من تفريعات متموجة، قوامها أنصاف المراوح في شكل
عدة فصوص محززة أو محفورة وذات شكل دائري في الغالب. أما الفصوص
السفلى منها فتكاد تكون حلزونية لشدة التوائها. كما تتكون الزخارف
من تفريعات العنب ومخاريط الصنوبر وأشكال الزهريات داخل تقسيمات هندسية
وجامات (آنية) سداسية الفصوص. ويتم عمل هذه الزخارف باتباع طريقة النحت
المائل أو المشطوف، وفيه تنحت المكونات الزخرفية نحتًا مائلاً،
وتتقابل حوافها مع بعضها في شكل زوايا منفرجة.
وتأثر فن النحت عند المسلمين الصينيين بفن النحت فى الديانة البوذية حيث اتبع
النحاتون المسلمون بعض أساليب وأشكال النقش على الخشب بما يتناسب مع
الشريعة الإسلامية. ويمكن للمشاهد ان يرى صور السحب بمظهرها البوذية على
بعض الالواح الخشبية التي تزين المساجد القديمة بألوانها الزاهية الأزرق
والأحمر والذهبي التي تستخدم فى التجميل الاخشاب المنحوتة. ونجد تماثيل
الطيور المنحوتة مثل الحمام و اليمام توضع فى نفس الزوايا
المعتادة فى المعابد البوذية مكان طائر
العنقاء أو التنين الصيني.