تعريف الاتيكيت أو البريسيج
نسمعها
كثيراً هذه الكلمة ..
ولا تستطيع العيش بدونها بعض المجتمعات ..
وتتغير
مفاهيمها وقوانينها من بلد لآخر ..
و قد تجد العادات والتقاليد متطفل كبير
عليها لتصبح جزءاّ منها عند البعض الآخر.
وفي عالمنا المتحضر هي معيار
الإنسانية ودليل على ثقافته ورفعة بيئته
التي ينتمي لها كي يستحق لقب
الكياسة واللباقة والدبلوماسية.
بل وحتى الشعوب البدائية لها قواعدها
وعاداتها الخاصة بها على أياً كان داخل
وخارج دائرتهم مراعاة هذه القوانين
ويعد الإيتيكيت من السلوكيات الإنسانية
التي يجب على المرء أن يضعها في
اعتباره أينما ذهب وحيثما جلس أو
تحدث مع جلسائه في موضوع من الموضوعات
وأصبح للإيتيكيت أسس وقواعد معروفة
يعمل بها في المجتمعات المتحضرة
لنرجع قليلاً للوراء متصفحين معاجم
وأخبار المجتمعات ا
لقديمة لنتعرف على الاتيكيت
من زوايا قد لا يعرفها الكثيرين
هي لفظة فرنسية تعني في الاصل البطاقة
التي تلصق على زجاجة او وعاء او كراس
او مصنف للدلالة على محتوياته
او التنويه عن اسم صاحبه ، ثم استخدمت هذه
الكلمة للدلالة على البطاقات التي توزع
بين المدعوين في القصور الملكية في
فرنسا للتقيد بالتعليمات المدرج عليها
في حضرة الملك وكبار رجال الحاشية ،
كذلك في المحاكم وفي المآدب والحفلات الرسمية ،
وعلى الرغم من ان”
الايتيكيت “ كلمة فرنسية، الا ان الشعوب
الانكلوساكسونية استعملتها عنواناً
لمجموعة الآداب الاجتماعية ،
بينما استبدل بها الفرنسيون عبارة سافوار
فيفر savoir vivre ويعد ملوك اوروبا
هم الذين ابتدعوا قواعد السلوك الاكثر
تعقيداً والادق تفصيلاً في العالم
يحكى ان لويس الثالث عشر ذهب لزيارة
ريشليو richelieu احد وزرائه حيث كان
مريضاً ومستلقياً على سريره عندما
دخل عليه الملك كان الموقف حرجاً ، اذ ان
القاعدة تقضي بمنع الوزير من البقاء
مستلقياً بينما يظل الملك واقفاً او
جالساً ، فما كان الا ان استلقى الملك
بجانب وزيره وقد ازال بذلك حرج
الموقف
هي ببساطة كلمة أوروبية تجد عندنا
معنىً وتعريف يبسطها في مفهومنا عنها ،
وهو فن ليس بدخيل على حياتنا العربية ،
بل نحن لنا صولات وجولات في هذا
أيضاً كما في كل شئون الحياة
هل تعلم قارئي العزيز أن اقدم كتاب
وضع عن آداب السلوك كتبه رجل مصري عام
2560 ق.م يرشد فيه ابنه إلى أصول
التصرف مع الآخرين.
بحلول القرن السابع
عشر بعد الميلاد وبعد استعمال أدوات
المائدة ” الشوكة والسكين “ بدأت تظهر
مؤلفات خاصة عن آداب المائدة!؟
نحن الآن نعرف أن الإيتيكيت
هو جملة الآداب العامة في التعامل مع الأشياء
أي الذوق العام ، أو الذوق الاجتماعي ،
أو آداب السلوك ، أو اللياقة ، أو
فن التصرف في المواقف الحرجة ،
ومرجعيتها هي الثقافة الإنسانية الشاملة وما
سنستعرضه هنا هو الإتيكيت الدولي أي
المتعارف عليه في جميع انحاء
العالم.وكل شئ نفعله أو نقوله له إتيكيت
خاص به.. فالمكياج له إتيكيت
والطعام ، والكلام ، حتى تقديم الهدايا ،
وكثير من أمور حياتنا لها آداب
وسلوك للتعامل بها
إليكم بعض المفارقات الطريفة في مناطق شتى
من العالم لبعض التقاليد في أمور مختلفة ..
المعروف أن الرجل المهذب في أوروبا
وأميركا يرفع قبعته لتحية أصدقائه ، أما
في غانا فالرجل المهذب إذا أراد أن يحيي أصدقاءه
يزلق سترته فوق كتفيه
آداب الطعام تقتضي المضغ دون صوت ..
أما في الأسكيمو فالرجل يتلمظ بعد الطعام للدلالة
على تذوقه واستساغة طعمه
تعودنا في بلادنا وفي كثير من البلدان الأوروبية
وفي أميركا أن نقول للضيف ”
الى اللقاء أو مع السلامة “ ،
أما في غينيا الجديدة فيطلق المضيفون
التأوهات ويمرغون وجوههم بالطين
عند توديع الضيف
أما في التيبِت فتقضي المجاملة
وحسن السلوك مد اللسان
عند مغادرة الضيف ،
ويقصدون بذلك تقديرهم
لزيارته وإعجابهم بحديثه
وبدلاً من أن يسألوا في أفريقيا عن صحة ضيفهم ،
كما في كل البلدان بعبارة ”
كيف الصحة؟ “ يبادرونه بعبارة” كيف التعرق؟
ومبررهم في ذلك أن
بلادهم تكثر فيها ” الحمّايات “ ،
والمعروف أن المحموم يصاب بجفاف البشرة.
والتعرق هو دليل الصحة والعافية ،
فالتعرق كناية عن الصحة عندهم
ولأفراد بعض القبائل الأفريقية عادة غريبة
وغير مستحبة عند
غيرهم من الشعوب وهي أنهم يبصقون للدلالة
على موافقتهم على رأي أو قرار ما
وفي الشرق الأقصى يأكلون صامتين إذ أن
الكلام على المائدة يعد عدم تهذيب
أما في مجتمعات أخرى فالكلام على المائدة
هو إحدى قواعد الضيافة والولائم ،
لتسلية الضيف أو لإنجاز عمل ما أو مشروع ما
والبحث في مسائل مادية خاصة ..
سؤال شخص مثلاً عن
دخله المادي أمر غير لائق في أوروبا ،
بينما نراه عادياً جداً في أميركا
وللسلام طرق كثيرة في العالم ومفارقات تصل
إلى حد الطرافة أحياناً ، فبعض
الشعوب تزيد سلامها حرارة بتقبيل الوجنات
أو الرأس وبعضها تزيد سلامها
وترحيبها تقرباً بتقبيل الأنف أو الكتف كما
في بعض البلدان العربية ، وبعض
الشعوب تدعم سلامها بتقبيل اليد دلالة
على الاحترام أو الإجلال ، وبعضهم
الآخر يستعيض عن السلام باحتكاك أنفي
المتصافحين كما في الأسكيمو
وكانت للمرأة المساحة الأكبر في قواعد السلوك ،
فلقد وضعت قواعد كثيرة في
التعامل مع المرأة .. ففي المجتمعات المتحضرة ..
للمرأة الأولوية قبل الرجل
في كل شيء ، في السير في الخروج أو الدخول
إلى أي مكان ، أما في صعود
الدرج فهو يتأخر عنها حماية لها من الوقوع
أو يتقدمها نزولاً لنفس السبب ، و
لها الأولوية في الحديث والترحيب والضيافة
من مأكل أو مشرب وهذا دليل على
اعتبارها المخلوق الأكثر شفافية ونعومة من الرجل ،
بينما في المجتمعات
النامية فإن المرأة تتبع الرجل ولشفافيتها معيار
آخر فهي تمشي خلفه
باعتبارها مخلوقاً ضعيفاً بحاجة
إلى حماية الرجل ورعايته
وفي النهاية تبقى عادات الشعوب وتقاليدها هي
التي تخط قواعد آداب السلوك
وما زالت الشعوب تسعى للتقارب فيما بينها
عن طريق التعرف على تقاليد بعضها
الآخر واحترام هذه التقـاليد لان الحضارة
تعني فــن المجتمعــات في زمن
بات التقـارب الفكــري والالتقاء البشري
فيـه حاجـة ملحة وسهولة محققة