وصايا لطلاب العلم.للشيخ صالح بن سعد السحيمي
وصايا لطلاب العلم.للشيخ صالح السحيمي
وصايا لطلاب العلم.للشيخ صالح السحيمي
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَىٰ اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِٰهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين.
أَمَّا بَعْدُ:
فكلمتي هذه مستوحاةٌ ومقتبسةٌ من محاضرة شيخنا في الأسبوع الماضي: فضيلة شيخنا العلامة: عبد المحسن بن حمد العبَّاد البدر؛ حيث كانت محاضرته عن: "أهمية طلب العلم"، والوصايا لطلاب العلم تنبعث من أهمية العلم أيضًا؛ فلا تستغربوا إذا كانت بعض الكلمات أو الجمل متوافقة أو مستوحاةٌ من تلك المحاضرة بتبسيط وعنصرة معينة؛ حتى تكون أرسخ وأوقع في ذهن الْمُستمع أو الْمُخاطب.
هذه الوصايا -إخوتي وأحبتي في الله- ستلحظون أنها مستمدة -بحول الله وقوته- من كتاب الله -عزَّ وجلَّ- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح، كما هو دأب دوراتنا التي تُقام في كل عامٍ ولله الحمد، كلها مبنية على هذين الوحيين: الكتاب والسنة، وفق منهج السلف الصالح، وتُدَّرسُ فيها كتب السلف الصالح -كما علمتم-.
وإذا كنا قد اجتهدنا في انتقاء الكتب المهمة والنافعة على مدى عشر سنواتٍ ماضية، واختيار المشايخ الفضلاء الذين يسلكون المنهج الوسط الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا غلو فيه ولا تقصير؛ فإن الوصايا ستكون مبنيِّة على هذه الأسس -بإذن الله -تبارك وتعالى-.
qالوصية الأولى:
هي تقوى الله -عزَّ وجلَّ-؛ وهي وصية الله للأولين والآخرين، والسابقين واللاحقين، وصية الأنبياء والمرسلين؛ ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾[1].
وحقيقة التقوى -يا عبد الله!- هي امتثال أوامر الله -سبحانه وتعالى- واجتناب نواهيه، وتطبيق شرائع الإسلام قولاً وعملاً واعتقادًا؛ بحيث يمتثل المرء المسلم أمر ربه؛ فبالنسبة للأوامر يفعل ما استطاع؛ لأنها مبنية على الاستطاعة؛ وبالنسبة للنواهي يجتنبها جميعًا؛ لأنه بالإمكان تجنبها جميعًا؛ فاتقوا الله ما استطعتم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتبوه)) أو كما قال صلى الله وسلم عليه وسلم.
ومردُّ هذه الوصايا التي سنسمعها إلى هذه الحقيقة؛ إلى تقوى الله -عزَّ وجلَّ-. فمن أراد التقوى التي هي فعل طاعة الله على نور من الله، وابتغاء وجه الله، واجتناب معاصي الله على نور من الله ابتغاء وجه الله؛ حتى تكون محققًا لهذه التقوى؛ فإني أوصيكِ ونفسي -أخي طالب العلم! والمسلمين عامة- بما يلي:
×أولاً:
العلم والتعلم، والفقه في دين الله -سبحانه وتعالى-؛ إذ أن التقوى لا تتحقق إلا بالعلم، لا تتحقق التقوى إلا بالعلم، ولا يتحقق العلم إلا بالتقوى؛ فالعلم مبنيٌّ على تقوى الله -عزَّ وجلَّ- وتقوى الله مبنية على العلم النافع المستمد من كتاب الله -عزَّ وجلَّ-، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن العلم هو الذي تتحقق به التقوى وتنبني عليه؛ ولذلك فإن أول ما أمر الله به هو العلم والتعلم؛ قال الله -عزَّ وجلَّ-: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾[2].
وقال سبحانه: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾[3].
تابع قراءة التفريغ بتحميله من الرابط أعلاه
[1] [النساء: 131].
[2] [محمد: 19].
[3] [العصر: 1-3].