ترجمة بتصرف خوله مناصرة
من المواقف المحرجة إصرار أطفالنا المرافقين لنا في التسوق على شراء ما هبّ ودبّ من الألعاب والمشتريات، وما هي إلا لحظات حتى تجد نفسك وسط نوبة غضب عارمة ويبدأ الناس بالنظر إليك، وتحس بالإحراج الشديد. فما العمل في هذه الحالة؟ وما هو التصرف المناسب في مثل هذا الموقف؟ ولماذا تحدث نوبات الغضب؟
الدكتور Jay Hoecker, أخصائي طب الأطفال في Mayo Clinic يجيب عن هذه الأسئلة.
نوبة الغضب تعبير عن إحباط الطفل الناتج عن التحديات الجسدية أو العقلية أو العاطفية التي يواجهها في تلك اللحظة. التحديات الجسدية مثل: الجوع، والعطش. وترتبط التحديات العقلية بصعوبة تعلم الطفل أو أداء مهمة محددة ، أو صعوبة استخدام الكلمات للتعبير عن الأفكار والمشاعر. أما التحديات العاطفية فهي أكثر عرضة للتكهنات, وأيا كان هذا التحدي، فالإحباط هو الوقود الذي يشعل غضب الطفل، فينفجر في نوبة غضب.
فمعظم الأطفال في عمر السنتين لديهم مفردات محدودة ولا يفهمهم آبائهم أكثر من 50 في المئة من الوقت. أما الغرباء فيفهمون أقل من ذلك بكثير, عندما يرغب طفلك بقول شيء وأنت لا تفهم ما يقول، أو أنك لا تتوافق مع رغباته فتحدث لديه نوبة غضب.
فهل يقصد الأطفال الصغار الدخول في نوبات الغضب؟
قد يبدو لك الأمر وكأن طفلك يخطط لتصرف سيء لمجرد إثارة أعصابك، لكن هذا غير صحيح. الأطفال الصغار ليس لديهم خطط شريرة لإحباط أو إحراج والديهم. ولا يستمتع بدخول نوبة الغضب أكثر من استمتاعك بالتعامل مع نوبة الغضب. فهل هناك وسيلة للحد من نوبات الغضب؟
قد لا تكون هناك أي وسيلة مضمونة لمنع نوبات الغضب، ولكن هناك الكثير مما يمكن القيام به لتشجيع السلوك الجيد في الطفل مهما صغر سنه:
* أن تكون ثابتاً على مبدأ، والسير حسب روتين يومي، حتى يعرف طفلك يعرف ما يمكن تَوقُعه. التزم بالروتين قدر الإمكان، بما في ذلك وقت القيلولة والنوم.
* التخطيط للمستقبل، إذا كنت ترغب باصطحاب طفلك عند قضاء بعض المهمات واصطحاب الطفل معك، فافعل ذلك في وقت مبكر من اليوم، كي لا يكون طفلك جائعا أو متعبا. إذا كنت تتوقع أن تنتظر في الطابور، فاصطحب لعبة صغيرة أو وجبة خفيفة لتشغل طفلك.
* شجع طفلك على استخدام الكلمات. الأطفال الصغار يفهمون الكثير من الكلمات أكثر مما يستطيعون التعبير عنه فإذا كان طفلك لا يتكلم أو كلامه غير واضح علمه لغة الإشارة لتعبير عن كلمات مثل: “أريد”، “أكثر”، “كفى”، “الم” و “تعب” ليتمكن طفلك من التواصل معك، ويقلل من احتمالات الإصابة بنوبات الغضب. وعندما يكبر طفلك ساعده على استعمال الكلمات للتعبير عن مشاعره بالكلمات.
* وفر لطفلك خيارات لمنحه شعوراً بالراحة والسيطرة على المواقف، واسمح له باتخاذ خيارات مناسبة. مثلا اسأله هل ترغب في ارتداء قميصك الأحمر أو قميصك الأزرق؟ تريد أن تأكل الفراولة أو الموز؟ هل ترغب في قراءة كتاب أو بناء برج من المكعبات؟ ثم امتدحه لاتخاذ خياراته.
* إطراء السلوك الجيد، أظهر مزيداً من الاهتمام عندما يتصرف طفلك بشكل جيد. أخبر طفلك كيف كنت فخوراً عندما اشترك مع الأطفال الآخرين باللعب بألعابه، أو التزم بالتعليمات.
* استخدم أسلوب التشتيت إذا شعرت أن الطفل على وشك الدخول في نوبة غضب، كأن تعمل حركات تضحكه أو تغيير المكان. أو احتضانه.
* تجنب الحالات أو المواقف التي يحتمل أن تؤدي إلى نوبات الغضب قدر الإمكان.
ما هي أفضل طريقة للرد على نوبة غضب؟
إذا كنت تستطيع فعليك التظاهر بتجاهل نوبة غضب. فإذا فقدت برود أعصابك، أو استسلمت لمطالب طفلك، فانك تعلمه بأن نوبات الغضب فعالة وتوصله إلى ما يريد.
إذا كان طفلك يعاني من نوبة غضب في المنزل، استمر في عمل ما تقوم به وكأن شيئا لا يحدث، وعندما يهدأ قل له “لقد لاحظت سلوكك ولكن هذا لم يلفت انتباهي, إذا كنت بحاجة لتقول لي شيئاً، يمكنك استخدام الكلمات”.
إذا كان طفلك يعاني من نوبات غضب في الأماكن العامة، فالتظاهر بتجاهل السلوك هو أفضل سياسة. إذا حدثت نوبة الغضب متصاعدة أو خشيت أن يؤذي طفلك نفسه، توقف عما تفعله واخرج طفلك من هذه الحالة. إذا هدأ طفلك فقد تتمكن من العودة لنشاطك أما إذا لم يكن كذلك، انتقل إلى المنزل، حتى لو كان ذلك يعني ترك عربة مليئة بمواد البقالة في وسط المخزن. وفي البيت ناقش طفلك واشرح له ما هو السلوك الصحيح.
نوبات الغضب جزء طبيعي من النمو. وبدلا من معاقبة طفلك، أذكر له أن نوبات الغضب ليست مناسبة لعمره وذكّره “باستخدام الكلمات لطلب ما تريد” وعند حدوث نوبة غضب قد تضطرك للتخلي عن أي نشاط في الأماكن العامة فاستعمل أسلوب الوقت المستقطع عندما تصل إلى البيت
خلال الوقت المستقطع، أجلِس طفلك في مكان ممل (مثل على كرسي في غرفة المعيشة أو على الأرض في الممر ) لمدة معينة من الزمن، عادة دقيقة واحدة عن كل سنة من عمر الطفل. يمكنك التظاهر بأنك لا تراه خلال هذا الوقت، ولكن يمكنك أن تتأكد انه بأمان. وإذا بدأ الطفل بالتجول، ببساطة أعده إلى مكان الوقت المستقطع وذكره بأنه في وقت مستقطع، ولكن لا تظهر مزيداً من الاهتمام.
متى تكون نوبات الغضب علامة على شيء أكثر خطورة؟
عندما يتحسن ضبط النفس عند طفلك، فإن نوبات الغضب تصبح أقل حدوثاً. معظم الأطفال يتخلصون من نوبات الغضب في سن 4 أو 5. أما إذا كان الطفل الأكبر سناً لا يزال يواجه نوبات الغضب ونوبات الغضب الشديد فعليك استشارة طبيب طفلك.