طاعه الزوجه لزوجها
القابضات على الجمر
الحمد لله حمدا يبلغ رضاه وصلى الله على أشرف من إجتباه
وعلى من صاحبه ووالاه وسلم تسليما لا يدرك منتهاه
أما بعد:
إن طاعة الزوجة لزوجها مجلبة للهناءة والرخاء ،
وأما النشوز فيولد الشحناء والبغضاء ويوجب النفور
ويفسد العواطف وينشيء القسوة ويلحق بالمرأة البلاء ،
وإن الزوجة كلما أخلصت في طاعة زوجها إزداد
الحب والولاء وتوارث ذلك الأبناء فساد جو السعادة
وانقشع جو الشحناء ، وقد جاء في الأثر
( جهاد المرأة حسن التبعل ) أي أن أفضل عمل
للمرأة وينزلها منزلة الجهاد طاعتها لزوجها
وحسن تزينها له فيصدق بها قوله
صلى الله عليه وسلم عن أفضل النساء
(التي تطيع زوجها إذا أمر وتسره إذا نظر)
المرأه إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من
أبويها وطاعة زوجها عليها أوجب
قال الله تعالى
( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة إذا نظرت إليها سرتك
وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها
وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أيما رجل دعا زوجته لحاجته فلتأته ولو كانت على التنور )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء
فبات غضبانا عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
(استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عندكم عوان)
فالمرأة عند زوجها تشبه الرقيق والأسير فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه سواء أمرها أبوها أو
أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة .
وإذا أراد الرجل أن ينتقل إلى مكان آخر مع قيامه بما يجب عليه وحفظ حدود الله فيها ونهاها أبوها عن طاعته في
ذلك فعليها أن تطيع زوجها دون أبويها
وليس لها أن ينهياها عن طاعة مثل هذا الزوج وليس لها أن تطيع أمها فيما تأمرها به من الاختلاع منه أو
مضاجرته حتى يطلقها مثل أن
تطالبه من النفقة والكسوة والصداق بما
تطلبه ليطلقها فلا يحل لها أن تطيع واحدا
من أبويها في طلاقه إذا كان متقيا لله فيها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير
ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)
وأما إذا أمرها أبواها أو أحدهما بما فيه طاعة الله مثل
<المحافظة على الصلوات وصدق الحديث وأداء الأمانة ونهيها عن تبذير مالها وإضاعته ونحو ذلك مما أمر الله ورسوله أو نهاها الله ورسوله عنه>
فعليها أن تطيعهما في ذلك ولو كان الأمر من غير أبويها فكيف إذا كان من أبويها وإذا نهاها الزوج عما أمر الله أو أمرها بما نهى الله عنه 0لم يكن لها أن تطيعه في ذلك
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)
بل المالك لو أمر مملوكه بما فيه معصية لله لم يجز له أن يطيعه في معصية فكيف يجوز أن تطيع المرأة زوجها أو أحد أبويها في معصية فإن الخير كله في طاعة الله ورسوله
والشر كله في معصية الله ورسوله .
من هنا فإن من لوازم طاعة الزوجة لزوجها إلتزامها بكل ما من شأنه رضاه وجلب السعادة إلى البيت ونشر الحب فيه ، فليس لها أن تقوم بأي عمل من شأنه تعكير صفو الحياة الزوجية ورفض أي مطلب للزوج ما إلتزم حدود الشرع فيه ، وقد ذكر الفقهاء أنه لا يجوز للزوجة الخروج من البيت إلاّ بإذن الزوج وإن عليها القيام بواجباتها إتجاه تربية الأولاد تربيه صالحه وأن تكون حريصه على مال الزوج فلا تبذر ولا تسرف بغير وجه حق ، وإن عليها حسن معاشرة أهل الزوج واحترام مشاعره والوفاء له .
أما معصية الزوجة لزوجها يجعلها مصدر شقاءٍ وبؤس ،
وقد قال سيدنا داوود عليه السلام في وصف زوجة السوء :
أن المرأة السوء مثل شرك الصياد لا ينجو
منها إلاّ من رضي الله تعالى عنه
إن الطاعة من قبل الزوجة لزوجها إذن هي أساس قوة الحياة الزوجية واستمرارها ، مع التأكيد على أن لفظة الطاعة وإن تضمن معناها الإنقياد والموافقة ، إلاّ أنها ليس فيها إنتقاص لإنسانية المرأة وكرامتها ، بل جاءت الطاعة كثمره واجبه من ثمار عقد الزواج ، وهذا ما يجعلها حقاً للزوج على الزوجة إلاّ أن هذا الحق يجب أن لا يصحبه الإساءة في إستخدامه إذ يتوجب على الزوج صاحب
هذا الحق أن يحسن معاملة زوجته ويعاشرها بالمعروف ،
فالإسلام صان وحفظ لها كرامتها وكيانها ومشاعرها
إن من المفاهيم( الزوجية )التي اختلط فيها الأمر بين
واقع الحقيقة ورغبات النفس وهواها مفهوم( الطاعة ) !
زوجة تقول :
زوجي يأمرني ..
ويطلبني أن أنفّذ كل ما يأمر به !!
تتساءل فتقول :
هل أنا لعُبة في يده ؟!
وأخرى تقول :
زوجي لا يراعِ حالتي ومرضي وشعوري ..
وكلماتباطأت في الاستجابة له سلّ عليّ سيفاً
من النصوص التي تهزّ كياني من داخلي !!
هل لأجل أن أطيع زوجي أهين كرامتي...؟!
هل طاعة الزوج إهانة لكرامة المرأة؟
وانسلاخ لها من إنسانيتها كإنسانة لها شعورهاوإحساسها ؟!
في الأسطر القادمة نحاول أن نبيّن معنى هذا المفهوم
بين الأزواج لأجل أن لا يطغى الرجل ولا تُهان المرأة .
لأن الشريعة جاءت بكل مافيها من أحكام وأوامر لكرامة
هذا الانسان وإعزازه متى ما تمسّك بها على الحقيقة .
أولاً:
الأصل أن شعيرة الزواج من الشعائر التي حقها التعظيم.
لأن عقد النكاح من العقود التي عظّمها الله إذ أمر بالوفاء
بالعقود عامّة وخصّ هذاالعقد بمزيد اهتمام وتأكيد
بقوله :
" واخذن منكم ميثاقاً غليظاً "
وتعظيم شعائره دلالة تقوى القلب :
" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "
ومن لا يعظّم شعائر الله فإن ذلك من فساد
القلب وغفلته وهوانه على الله .
فمعرفة هذاالأصل عند كلا الزوجين يوقفهما
على عظم المسؤوليّة والأمانة .
ثانياً:
النكاح نوع من رق للمرأة
فقد روي عن عائشة وأسماء ما أنهما قالتا :
"النكاح رقّ فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته"
ورسول الله قد قال في خطبة حجة الوداع :
" إتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم اتخذتموهن بأمانة الله
و استحللتم فروجهن بكلمةالله "
ومعنى ( عوان ) أي :
أسيرات ، وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا
يعنو أو هو عان والمرأة عانية وجمعها عوان .
ثالثا :
"الرجال قوامون على النساء"
قال ابن عباس ما :
الرجال قوّامون على النساء يعني :
أمراء ، عليها أن تطيعه فيما أمرها به من طاعته .
وللقوامة أدابها - ليس هنا مجال ذكرها -
إذ المهم أن اشير هنا على أن دور المرأة في علاقتها
مع زوجها ينطلق من ها هنا ( من الطاعة ) .
ولمّا كان أمر الطاعة أمرمعلوم دلالته نقلاً وعقلاً ..
فإني سأتجاوز ذلك إلى الإشارة إلى ثمار هذه الطاعة