بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أنا أم لثلاثة أطفال -بفضل الله وحمده- متدينة وأسعى للمزيد -إن شاء الله-، وأحاول مع زوجي أن نربي أبناءنا على حب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وأحلم أن أكون لزوجي ولأبنائي كما يحب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. مشكلتي هي أنني عصبية جداً، وصوتي مرتفع، وكلما اشتد العراك بيني وبين زوجي أغضب وأتعصب وأطلب الطلاق، وأنا واثقة أن ذلك هو الحل الأمثل في تلك اللحظة، ثم بعد ذلك أندم وألوم نفسي، علماً أني أحاول دوماً أن أكون هادئة في الخلافات البسيطة، ودائما أدعو الله -عز وجل- أن يغير من طبعي هذا، ولكن لم أنجح إلى الآن أن أكون هادئة في الخلافات الحادة. أرجو من فضيلة الشيخ أن يدلني على الطريقة المثلى للتخلص من هذا العيب، وكيف لي أن أصبح إنسانة هادئة ورصينة؟ وجزاكم الله عني خير الجزاء.
الجواب:
أختي في الله: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
من أهم الأمور التي تجعل المرء هادئًا هو الخوف من الله، فكلما ارتفع صوتك تذكري أن القوامة جعلها الله للرجل، قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء).
ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) ومن أهم الأشياء التي تبعث على طمأنينة النفس تلاوة القرآن بصورة دائمة بعد كل فرض ولو حزب واحد، والاستماع لأشرطة الرقائق والآداب والعقاب الخاص بالغضب ومعصية الزوج، والله -يا أختي- إن صفاء النفس، ومعرفة أن الله دوماً يرانا مهما حاولنا الاختباء هو علاج جيد في حالتك، كلما شعرتِ بالغضب استشعري الخجل من أن الله يراكِ على حالتك تلك، وضعي نفسك في موقف يوم القيامة، كيف ستواجهين الله القدير؟ وما هو عذرك؟ العصبية؟ عذر واهٍ لا يقبله الله، هداكِ الله وعافاكِ من شرها، وتذكّري أنكِ قدوة لأبنائك في كل شيء، فحاولي -أختي في الله- أن تسيطري على نفسك، وأن تتحكمي في انفعالاتك، ثم لتكوني على وعي من أن البيت المسلم هو فرع من المسجد؛ تطلب فيه السكينة والهدوء كما تطلب في المسجد، ومن دخله شعر باطمئنان نفس وراحة بال، وتذكّري نصيحة لقمان لابنه وهو يعظه، كما جاء في القرآن الكريم: (واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) [لقمان: 19]، وروي أن رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصني، قال: ((لا تغضب)) فردد مراراً قال: ((لا تغضب)) رواه البخاري.
وفقك الله.
islamtoday.netsize]
[/color]