الإسكندرية
الموقع الجغرافي:
يكتسب
الموقع الجغرافي للإسكندرية أهمية كبرى؛ فهي أحد أهم المنافذ البحرية
المطلة على البحر المتوسط، وقد أكسبها هذا الموقع مناخًا متميزًا عن باقي
أقطار مصر، كما جعلها عرضة للغزوات البحرية في عصورها المختلفة، وقد وصفها
ابن بطوطة بقوله:
(هي الثغر المحروس، والقطر المأنوس).
من تاريخ الإسكندرية:
ـ في سنة (20
هـ/641م) افتتح عمرو بن العاص حصن "بابليون" فانفتح أمامه الطريق إلى
الإسكندرية، وسار إليها في ربيع الأول سنة (20هـ)، وفتحها الله للمسلمين
بعد حصار دام (14) شهراً. واهتم ولاة الإسكندرية المسلمون في العصرين
الأمُوي والعباسي بتحصين ساحلها بالأربطة واعتبروها دار رباط؛ لأنها معرضة
للهجوم من البحر، وكان ميناؤها أصلح مواني مصر لنزول العدو، واهتم الولاة
كذلك ببناء عدد من المساجد فيها، ومنها: مسجد موسى عليه السلام، ومسجد
الخضر، ومسجد سليمان أو مسجد الرحمة.
ـ واهتم المسلمون بالإسكندرية كأهم قاعدة بحرية فبنوا فيها دارًا لصناعة السفن.
ـ وفي العصر
الأيوبي اهتم صلاح الدين الأيوبي اهتمامًا كبيرًا بالإسكندرية؛ فاهتم
بعمارتها وتحصين أسوارها وتمكين دفاعاتها البرية والبحرية، وأنشأ صلاح
الدين فيها مدرسة وبيمارستانًا (أي مستشفى) ودارًا للمغاربة.
- وشهدت
الإسكندرية أزهى عصورها الإسلامية في العصر المملوكي، وقد بُنِيَ في هذا
العصر أكثر من ثلاثة أرباع آثار الإسكندرية التي ما زالت قائمة إلى الآن،
وخاصة ما بناه الناصر محمد بن قلاوون وخلفاؤه، وأيضًا القلعة الشهيرة التي
بناها السلطان قايتباي.
الحركة العلمية في الإسكندرية:
كانت الإسكندرية
قبل الفتح الإسلامي من أكبر مراكز الثقافتين اليونانية والرومانية، وبرغم
انصراف الناس عن دراسة الفلسفة اليونانية بعد الفتح إلا أن الإسكندرية ظلت
تحتل مركزها الثقافي العالمي طوال العصور الإسلامية؛ فقد نبغ فيها العديد
من العلماء الذين تعلموا في المدارس التي بنيت في تلك العصور، ففي الطب نبغ
سعيد بن نوفل وسعيد بن البطريق، وقد أسهم البيمارستان الذي بناه صلاح
الدين في ازدهار العلوم الطبية وغيرها من العلوم التي كانت تدرس بمدرسة
صلاح الدين، وفي العصر المملوكي نبغ في الطب عبد الواحد بن اللوز المغربي.
وفي الهندسة والفلسفة والعلوم العقلية نبغ الرشيد بن الزبير الأسواني وأبو
المكارم بن عامر بن فتوح المهندس، وفي علم الفلك نبغ ابن الشاطر الفلكي في
العصر المملوكي. وكانت الإسكندرية منذ العصر الفاطمي ملتقى علماء المغرب
والأندلس والمشرق على السواء ونذكر منهم: أبا الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن
نادر الميورقي، وأبا عبد الله محمد بن مسلم بن محمد القرشي المزري الصقلي،
وأبا بكر الطرطوشي، وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عتيق.
ـ وكانت الدراسة في العلوم الشرعية
والعربية على نظام الحلقات العلمية في مساجد وجوامع الإسكندرية قديمها وحديثها.
من معالم الإسكندرية:
ـ الأبواب:
ومن أهم أبوابها "باب الزهري"، و"باب الخوخة"، و"باب المندب"
- القلاع: من
أهمها "قلعة قايتباي" التي أقامها الملك الأشرف قايتباي سنة (882هـ). وقلعة
"السلسلة" التي بناها السلطان الناصر بن قلاوون. بالإضافة إلى مجموعة من
الأبراج الشهيرة التي بُنيت في العصر المملوكي، ومنها: البرج الشرقي، وبرج
ضرغام، وبرج باب السندرة، وبرج باب الزهري.
ـ المساجد:
من أهمها الجامع الشرقي المعروف بجامع العطارين، وقد شيد سنة (1669م).
المدارس: المدرسة الخلاصية التي بناها عابد بن خلاص.
المدرسة النابلسية: بناها الشيخ جمال الدين النابلسي.
مدرستا الفخر وابن جامعة: وقد أنشأهما عبد اللطيف التكريتي.
العريش
مدينة مصرية
ساحلية قديمة جدًا، تقع في أقصى الشمال الشرقي من مصر على البحر المتوسط في
شبه جزيرة سيناء، قريبًا من الحدود الفلسطينية المصرية، وهي الآن مركز
محافظة سيناء الشمالية. وبها آثار فرعونية تشير إلى أنها كانت بوابة حراسة
لمصر أيام الفراعنة.