كيـف كـان حــــال الســـلف الصالح وقت الفتــــن:
في زماننا هذا كثرت الفــتن وتكاد العقول تطير من هولها وهذا تصديقاً لما حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم زمـن الــــفـــــتـــن ووجهنا إلى إعتزالها،
ونذكر من السلف الصالح مافعله ثعلبة بن ضبيعة قال: دَخَلْنا على حُذَيفَةَ (رضي الله عنه)
فقال: [إني ﻷعْرِفُ رجﻼ ﻻ تضره الفتنة، قلنا: من هو؟
قال صاحب ذلك الفُسطاط، قال: فخرجنا، فإذا فُسطاط مضروب، فدخلنا، فإذا فيه محمد بن مَسْلمة، فسألناه عن ذلك؟
فقال: ما أريد أن يَشْتَمِلَ عليَّ من أمصاركم شيء، حتى تنجليَ عما انجلت] .
وفي رواية عن حذيفة
قال : (ما أحد من الناس تدركه الفتنة إِﻻ أنا أخافها عليه، إﻻ محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: [ﻻ تضركَ الفتنةُ]).
وعن عامر بن سعد: قال: [كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه - في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد،
قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فجاء فنزل،
فقال له: أنَزَلتَ في إِبلك، وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملكَ بينهم؟
فضرب سعد في صدره، وقال اسكت ، سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله يحب العبد التَّقيَّ الغنيَّ الخفيّ].
وكذلك قول مطرف بن عبد الله بن الشخير : (لبثتُ في فتنةِ ابنِ الزبير تسعاً أو سبعاً ما أُخبرت فيها بخبر، وﻻ أستخبرتُ فيها عن خَبَر).
وعن بشيرُ بنُ عقبة قال : قلتٌ ليزيد بن عبد الله بن الشخير:
(ما كان مُطَرِّف يصنع إذا هاج في الناس هيج؟ قال: يلزم قَعْرَ بيته، وﻻ يقرب لهم جمعة وﻻ جماعة حتى تنجِلي لهم عما انجلت).
وكذلك قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
[إن الفتنة وكلت بثﻼث:
بالحاد النحرير الذي ﻻ يرتفع له شيء إﻻ قمعه بالسيف , وبالخطيب الذي يدعو إليها , وبالسيد , فأما هذان فتبطحهما لوجوههما , وأما السيد فتبحثه حتى تبلو ما عنده] .