الفرق بين الغيبة والنميمة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالغيبة والنميمة من الأخلاق الدنيئة التي حرمها الإسلام:
1- الغيبة: هي ذكر الشخص الغائب بما يكره مما هو فيه، فإن لم يكن فيه فهو بهتان، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم في صحيحه.
2- أما النميمة: فهي نقل الكلام على وجه الإفساد بين شخصين حتى تسود الكراهية والوحشة بينهما.
ويكفي في بيان جرم وعظم هذه المعصية قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة نمام. رواه مسلم.
وأما ذكر شخص بوصفه أو شكله: فإن كان يكره ذلك، فإنه يعتبر من الغيبة ولو لم يكن القصد به الإساءة إليه أو السخرية منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. رواه مسلم.
فضابط الغيبة ـ كما رأيت ـ هو ذكر الشخص بما يكره بغض النظر عما يقصد من ذلك، وإذا كان لا يكرهه أو كان بقصد التعريف به وتمييزه عن غيره لحاجة، فإنه لا يعتبر غيبة، قال العلامة ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: الأصل في الغيبة الحرمة، وقد تجب أو تباح لغرض صحيح شرعي لا يتوصل إليه إلا بها.
ونظم بعض الفضلاء ما لا يعتبر غيبة بقوله:
القدحُ ليس بغيبة في ستةٍ ** مُتظلمٍ ومعرفٍ ومحذرِ
ولمظهرٍ فسقا ومُستفتٍ ومَن ** طلب الإعانة في إزالة منكرِ.