حبيبتي يا ابنة الإسلام ..
هي رسائل أود أن تصل إلى أعماق النفوس عبر أثير الحب في الله
علّها تجد طريقاً إلى قلب القلوب.
أتدرين يا درّة الإسلام، ويا جوهرته المصونة، أتدرين من أنت؟
أنت ابنة اليوم، وزوجة الغد، وأمّ المستقبل، ومربية الرجال والأجيال..
أنت الدرّة المصونة التي رعاها الإسلام وحرص عليها، والجوهرة النفسية التي رفع من قيمتها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أوصى بها فقال:
" استوصوا بالنساء خيراً ".
وأنت اللؤلؤة المكنونة التي حافظ عليها هذا الدين، وحماها بشريعة تصونها وتقيها من كل ما يؤذيها أو يخدشها..
فعلى يديك يتخرج الزعماء والحكام، والقادة الفاتحون، والعلماء العاملون، والدعاة والمعلمون، والقضاة العادلون، والأطباء والمهندسون.
فأنت مجتمعٌ بأسْره، وأنت أمّة بأكملها!
وأنت عماد الأسرة وركنها الركين..
من الفتاة التي تحب الله ورسوله؟
* هي تلك الفتاة المؤمنة التي رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً .
فقامت بدين الله من جميع جوانبه، فائتمرت بأمره تعالى، والتزمت بتعاليم رسوله صلى الله عليه وسلم ، صغيرها وكبيرها، فأطاعته واتبعته، وأحبته وتأسّت به واقتدت، واتخذت لها من زوجاته أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن مثلاً وقدوة.
* هي تلك الفتاة التي ما فتئت تذكر الله تعالى وتتعبده بذلك كأنها تراه؛
لأنها تعلم أنه سبحانه يراها ويحصي أعمالها وأقوالها، ويعلم سرها ونجواها .
قال تعالى:
" إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ " آل عمران/ 5 .
* هي تلك الفتاة المتعلمة طالبة العلم من المهد إلى اللحد علماً ينفع الله به .
شعارها: " رب زدني علماً " .
مبدؤها: " اقرأ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ " العلق/ 1 .
منهاجها : القرآن والسنة
تتسلح بعلوم الدنيا لتتزود بها للآخرة، ولا يصرفها ذلك عن التفقه في دينها وثقافة بلادها .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
منهج قويم
* هي تلك الفتاة المتخلقة بأخلاق دينها العظيم الذي يأمر بكل جميل، وينهى عن كل قبيح، من رآها وهي على ذلك الخلق .
وفي الحديث:
" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً " .
فهي حسنة الخلق مع الناس جميعاً.
* هي تلك الفتاة الباردة بوالديها، الحنون على إخوتها وأخواتها، الواصلة رحمها، المحسنة لجيرانها، التي تحب للناس ما تحب لنفسها، فتنفع أينما حلّت، تحترم الكبير وتجلّه، وترحم الصغير وتعطف عليه.
قال تعالى:
"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا " النساء/ 36 .
حركات وسكنات
* هي تلك الفتاة التي سيماها في وجهها ومظهرها وملبسها، وفي أقوالها وأفعالها، بل وفي مشيتها وحركاتها وسكناتها .
فقلبها يضخّ الدم ممزوجاً بالإيمان الذي يظهر في سلوكها، وينضح ما فيه على تصرفاتها .
فهي الوقور المهذبة التي يمنعها حياؤها من معصية ربها؛ لأن الحياء شعبة من شعب الإيمان .
فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" الحياء كله خير ".
* هي تلك الفتاة التي جعلت بينها وبين معصية الله حجاباً .
فتحجبت وحجَبت عورتها عن أعين المتطفلين، والتزمت بارتداء اللباس الشرعي كما أمرها الله، أمام غير محارمها من الرجال .
قال تعالى:
" وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " النور/ 31 .
سريرة نقية
* هي تلك الفتاة التي تعلم أن الجمال هو جمال الروح ونقاء السريرة
فلا تغترّ بجمالها، بل تشكر الله عليه، وتكمله بسلامة قلبها وصفاء نفسها؛
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ".
* هي تلك الفتاة العفيفة..
التي لا تنخدع بما يسمى حُبّ ما قبل الزواج، ولا تحاول أن تجربه، ولا ترضى أن تكون حبيبة لرجل من غير زواج مهما تكن الأسباب .
فالحب الصادق يأتي به الله تعالى القائل في كتابه:
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً " الروم/ 21 .
ولا بأس أن تتزوج ممن ترغب فيه وأن تتعرف عليه عن طريق أهلها، لكن دون أن تنشئ معه علاقة حب قبل ذلك قد تطول أو تقصر، وقد يترتب عليها أمور أخرى.
* هي تلك الفتاة التي لا ترضى بغير الرجل الصالح زوجاً .
وإذا تقدم لوليها من يرضى دينه وخلقه رحبت به، وارتضته زوجا لها ليعينها على طاعة ربها، ولم تختلق الأسباب الواهية لترفضه بها .
ففي الحديث:
" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد " .
قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟ (يعني نقص في الجاه أو في المال أو غير ذلك) .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه " ثلاث مرات.
طاعة دائمة
* هي تلك الفتاة التي تتقى الله في كل أوقاتها، وتطيعه في كل أحوالها .
* هي تلك الفتاة التي تعرف وتقدر قيمة وقتها الذي هو عمرها..
فلا تضيعه في توافه الأمور، ولا في القيل والقال، إنما مجالسها بذكر الله عامرة، لا غيبة فيها لأحد، ولا مكان للشيطان ولا نصيب، لسان حالها دوماً يقول: إذا مضى يوم ولم أصطنع يداً ولم أقتبس علماً فما ذاك من عمري.
* هي تلك الفتاة الحريصة على مرافقة الصالحات..
الداعية على علم وبصيرة للشاردات والتائهات من بنات جنسها، بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال تعالى:
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ " النحل/ 125 .
همة عالية
* هي تلك الفتاة ذات الهمة العالية والهدف السامي
فهي لا تغرها الدنيا بأسرها ولا تخدعها الأضواء مهما علت
فهمها رضا الله عزّوجلّ
وهدفها القرب منه سبحانه وتعالى
وأمنيتها صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في جنة عرضها السماوات والأرض.
* هي تلك الفتاة التي وهبت نفسها ووقتها وعلمها وعملها وكلها لله عزّوجلّ
تقول لنفسها دائماً:
" يا نفس أخلصي تتخلصي " .
نيتها لله خالصة، تسارع في فعل الخيرات، وتحافظ على الفرائض والنوافل من الطاعات والعبادات
تأخذ بلجامها إلى طريق مجاهدة الشهوات، ولسان حالها يقول:
" وَعَجِلْتُ إلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى " طه/ 84 .
* هي تلك الفتاة التي لا تحمل همّ نفسها فحسب، بل تحمل همّ المسلمين في كل مكان، وهمّ الأمة، وهمّ المستضعفين والضعفاء، فتعيش بقلبها معهم تنصر وتؤازر وترفع الظلم عنهم بكل ما تستطيع من قول أو عمل.
* هي التي تشارك في صنع النهضة لأمتها، وتحب بلدها وتسعى لرقيه، وتحافظ على جماله وسلامته ونظامه وأمنه، وقد قالوا: إن حبّ الوطن من الإيمان.
* هي تلك الفتاة الثابتة على الحق تدور معه حيث دار، نفسها على تقصيرها في حق الله عزّوجلّ، وتتوب إليه وتستغفره وتدعوه رغباً ورهباً.
وبعد أيتها الزهرة اليانعة يا ابنة الاسلام
فإن الفتاة التي تحب الله ..
هي تلك الفتاة التي أسلمت وجهها لربها عزّوجلّ فكانت كما يريد
وخضعت لتعاليم دينه فكانت كما أمر
وما جعلت لنفسها خياراً فيما فرض عليها من واجبات , بل قامت بكل ذلك سعيدة راضية وهي تقول:
" وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " البقرة/ 285 .
تلك بعض الزهرات العطرات قطفتها لكِ من حقل مليء بأزهار الأعمال الطيبات التي تتصف بها كل فتاة مسلمة
اخترتها لك عسى الله أن ينفعنا وينفعك بها ..
فاحرصي على أن تجمّلي نفسك بها
وتعطري مجالسك بعبقها
وتنعشي روحك بعبيرها
ليكون لكِ أعظم الخير والأجر والجنات
وثقي اخيتي أنه عندما نربي أنفسنا وأجيالنا على هذا الدين العظيم ..
فسيكون له المجد والسؤدد كما نريد، ويعم الخير ويفيض، ويندحر الشرّ ويبيد
فهلمي يا فتاة الإسلام وابنته لتدركي ركب الصالحات
أدركيه ومعهن سيري، والله يرعاك.