نشاهد الكثير من المعتقدات الخاطئة في رد العين نتبعها دون ان ننتبه ان اكثرها
يوقعنا بالشرك والعياذ بالله .
يتداول بين الناس اعتقادات خاطئة كثيرة ، وكافة تلك الاعتقادات لا بد أن توزن بميزان الشريعة ،
. ومن الأولويات التي يجب أن تنال حيزا مهما في حياة المسلم إخلاص التوحيد لله
و تنقية الاعتقاد من كل الشوائب والرواسب
وتكمن خطورة هذه الاعتقادات أنها تمس عقيدة المسلم وتخدشها ، وتوقعه بالكفر والشرك والبدعة
والمعصية بحسب حال اعتقاده ، والوقوع في ذلك واعتناقه والاعتقاد به يورث
إثما وسخطا وعقوبة من الحق تبارك وتعالى وحجة على فاعله ومرتكبه ...
ولا بد أن ندرك أن العقيدة والدين هو ما ورثناه من الكتاب والسنة ،
ومنهج السلف وأقوال أهل العلم ، لا المتوارث عن الأباء والأجداد ،
أو العادات والتقاليد المخالفة لشرع الله ومنهجه ...
ويستثنى من ذلك العادة المحكمة التي لا تتعارض مع الأحكام الشرعية ،
وأقتصر هنا بذكر بعض الاعتقادات الخاطئة المتعلقة بالجوانب الروحية
الخاصة بالعين والحسد والمنتشرة في بعض البلدان الإسلامية وهي على النحو التالي :
1)- الاعتقاد بأن صلاة الجنازة على العائن وهو حي تذهب العين والحسد .
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم صلاة الجنازة على العائن وهو نائم لرد العين والحسد ؟
فأجاب -حفظه الله- : ( اشتهر عند العامة هذا الفعل فتراهم إذا عرفوا عن إنسان يصيب بعينه يصلون
عليه كصلاة الجنازة سواء برضاه أو بغير رضاه أو في حال نومه ، ويزعمون أن ذلك يبطل تأثير إصابته
سواء في الماضي أو في المستقبل ، كما أن الميت تبطل تأثير عينه ، ولكن هذا لا دليل عليه ولا أظنه
يفيد ، وذلك أن نفسه لا تزال على ما هي عليه من الشر والحسد فلا يزول أثرها ما دامت الروح في
الجسد إلا أن يشاء الله ، فكونهم يشبهونه بالميت لا يعتبر تشبيها واقعيا ولو ادعوا التجربة وحصول
التأثير ، فإن ذلك وإن حصل به نفع أو تخفيف ، فإنه غير مطرد فلا أرى جوازه والله أعلم )
( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – ص 247 ) .
2)- الاعتقاد بفضلات البول والغائط لعلاج العين :
يلجأ البعض للأخذ من الفضلات العائدة لبول أو غائط العائن لعلاج العين والحسد ،
وهذا اعتقاد باطل كما أفتى بذلك علماؤنا حفظهم الله
ومنهم فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، حيث يقول :
( أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل )
3)- الاعتقاد بألفاظ معينة غريبة وتعليقها على الأطفال والحوانيت والحيوانات ، اتقاء للعين والحسد :
يعتقد البعض بألفاظ غريبة دخيلة ،
او تلك التي لا يفقه معناها اتقاء وردا للعين والحسد ، مثل قولهم
" خمسة وخميسة " لا تجوز مطلقا لأنها مبنية على اعتقاد جاهلي
4)- الاعتقاد بالخشب لرد العين والحسد :
يعتقد البعض أن مسك الخشب ولمسه يرد العين والحسد فإن تلفظ أحد بكلمات إعجاب وإطراء لأمر ما ، يقال ( امسك الخشب ) .
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الاعتقاد بمسك الخشب ردا للعين والحسد ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( لا أذكر دليلا ولا تجربة على أن مسك الخشب يرد العين أو الحسد حيث أن
الخشب كغيره من الأدوات فلم ينقل أن مسك الحصى والحجارة والعصي أو الأقلام أو الأحذية أو
الأواني يمنع من تأثير العين أو الحسد فلا يجوز اعتماد شيء لا دليل عليه ، ولو كان يعتقد أنه سبب وأن
التأثير يتوقف على تقدير الله وخلقه ، وذلك لأن فتح هذا الباب قد يدعو إلى الاعتقاد في هذه المخلوقات
والاعتماد عليها كدوافع وذلك مما ينافي كمال التوحيد )
5)- الاعتقاد بالخواتم المحلاة بالخرز الأزرق اتقاء للعين والحسد
6)- الاعتقاد بتبخير البيوت بالأعشاب المتنوعة طردا للجن والشياطين، وإزالة للعين والحسد
كالفاسوخ ونحوه.
7)- الاعتقاد بأن الخرز الأزرق والكف والعين الزرقاء ونحوه، يرد ويقي حدوث العين والحسد .
قال الشيخ علي بن حسن عبد الحميد - عن تعليق الخرز : ( وهو أيضا - باطل ، ومن صنائع أهل الشرك - عياذا بالله - )
8)- الاعتقاد بأن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ترد العين والحسد :
كأن يقال " صلوا على النبي " ونحوه من الأقوال ، وهذا قول مبتدع لا أصل له في الدين والشريعة .
يقول الأستاذ ناصر الشميمري : ( إن مما أحدثه المحدثون لإسقاط أثر العين وردها قولهم : " صلي على
النبي " ، أو " يا صلاة النبي عليك " ، ويعتقدون أن هذا القول يرد العين ويسقط أثرها ،
وهذا القول مبتدع لم يرد فيه دليل صحيح ولا ضعيف ، إنما هو من كلام الصوفية ومبتدعاتهم ، وهو خطأ
كبير ومزلق خطير ، قد يؤدي إلى الشرك ، إذا اعتقد قائله أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين يذكر
اسمه أو يصلى عليه يرد أثر العين ) ( العين حق )