بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
هذا يسأل؛ ما حكم الفتوى والكلام على الله بغير علم؟
الجواب:
هذا من كبائر الذنوب، بل أكبرها على الإطلاق، وهو سببُ كلِّ بلاء وما وقع الشرك فما دونه إلَّا بسبب ذلك، قال – جلَّ وعلا- : ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾، فرَتَّب في هذه الآية هذه الأمور المُحَرَّمة بادئًا بالأخف، ومنتهيًا بالأشد والأغلظ والأثقل؛ ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ ثُمَّ تَدَرَّج إلى أن وصل إلى ﴿وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾؛ فما عُبِد غير الله إلَّا بسبب القول على الله – سبحانه وتعالى- بغير علم، ولا انحرف من انحرف إلَّا بسبب الإعراض عن الله - تبارك وتعالى- والاعتداء على جنابه – سبحانه وتعالى-؛ وهذا رأسُ كلِّ بلاء، فإن القول على الله بغير علم أكبر الذنوب على الإطلاق، فيجب على المسلم أن يراقب الله – سبحانه وتعالى– وألَّا يتكلم في شيءٍ من دينه إلَّا ببينة وبرهان ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾، ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾، وليَبْشِر إن فعل ذلك؛ فإنه سيحمل وزره وأوزار الذين أضَلَّهم بغير علم يوم القيامة، ﴿أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾، فالقول على الله – عزَّ وجل – بغير علمٍ أكبر الذنوب على الإطلاق.
وأمَّا الذين ينقلون الفتوى عن العلماء فالواجب؛
أولًا: عليهم أن يكونوا ضابطين لِمَا ينقلونه عن ذلكم العالم فلا يزيدون في كلامه ولا ينقصون منه؛ هذا أول ما يجب.
والثانية: يجب عليه أن يُسْنِد الفتوى إلى صاحبها فإن من بركة العلم عزوه إلى قائله، فهذا هو الواجب أن يُسْنِد الفتوى إلى قائلها، وإذا كان لا علم عنده وليس هو من أهل العلم وليس هو من طلبة العلم وليس ممَّن سمع من هذا الباب شأنًا؛ فليَتَّق الله وليسكت، ولا دخل له في هذا الباب، وليرشد الناس إلى من كان عنده العلم الذي يفيدهم به.
الشيخ: محمد بن هادي المدخلي