يوم القيامة هو يوم الأهوال والمخاوف، فما إن ينجو الناس من هول من أهوال ذلك اليوم، حتى يدركهم هول آخر، فتمتلئ القلوب خوفا وفزعاً .
منها الحشر والميزان وتطاير الصحف والصراط
الحشر
..أرض المحشر ووقفة الحساب....
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف أرض المحشر إنها
(أرض بيضاء عفراء لا معلم لها)
الإنسان سوف يقف خمسين ألف سنة
حفاة عراة
غر (بدون ختان)
عطشان ولكن لن يموت
تكاد رقبته تتمزق من العطش وتكاد بطنه تتمزق من الجوع ولكن
لا يموت..ولكن يقول عليه افضل الصلاة والسلام(وانها لتمر على
المؤمن كركعتين خفيفتين يصليهما)
نماذج من المحشورين :-
(1) أعمى :
قال الله تعالى في سورة طه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَه
ُ مَعِيشَةً ضَنكا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِم
َ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْك
َ
آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى (126) )
قال الله تعالى (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً)
(2) راكبون :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس يوم القيامة
ركبانا ومشاة وعلى وجوههم... قالوا يا رسول الله : يمشون على
وجوههم ؟ قال : نعم...قالوا كيف يا رسول الله؟ قال الذى امشاهم
على رجولهم قادر على أن يجعلهم يمشون على وجو ههم)
(3) المتكبرون :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يحشر المتكبرون يوم القيامة
كأمثال الذر(النمل) على صورة رجال ونساء يدوسونهم الناس
باقدامهم يغشاهم الذل)
(4) المجرمين :
الذين عاثوا في الأرض فسادا .. قال الله تعالى في سورة إبراهيم :
وَتَرَى المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49)
(5) النور في يديه ووجهه :
قال الله تعالى في سورة الحديد): يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّات
ٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيم
ُ
(12) )
ثم تبدأ الشمس تدنو من الرؤوس وتزداد حرارتها حتى لا يكون
بينها وبين الناس ميل!! تحرقهم ولا ت***هم.. ثم يبدأ الناس يعرقون
على قدر ذنوبهم فمنهم من يصل العرق إلى كعبه ومنهم من يصل
العرق إلى ركبتيه ومنهم من يصل العرق إلى سرته ومنهم من
يصل العرق إلى ترقوته ومنهم من يلجمه العرق.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( سبع يظلهم الله في ظله يوم لا
ظل إلا ظله إمام عادل,وشاب نشأ فى عباده الله تعالى,ورجل قلبه
معلق بالمساجد,ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا
عليه,ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله,
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ,ورجل
تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ,ورجل
ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)
ويبدأ الحساب فتطاير الصحف وكل واحد له 99 صحيفة مكتوب
فيها كل أعماله وهى موجودة تحت العرش فإذا مات انطوت ويوم
القيامة تنشر ليقرأها صاحبها وفيها كل الأعمال الصالحة والطالحة
وكل صغيرة وكبيرة .. قال الله عز وجل في سورة التكوير(وَإِذَا
الصُّحُفُ نُشِرَت (10).
أما الكتاب الذي يأخذه المؤمن بيمينه والعاصي من الموحدين
والكفار بشماله ( فهو عبارة عن المجموع الكلى لأعماله الموجودة
في الصحف الخاصة به ) وقال الله عز وجل في سورة الحاقة :
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)
إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ(
21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا
هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِي
َ كِتَابَه بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ
مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ القَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي
مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُم
فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَان لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ العَظِيمِ (33)
وتأتى الحيوانات منكسة رؤوسها فيقضى الله بينهما ثم تكون تراب
فيقول الكافر والفاجر يومئذ يا ليتني كنت ترابا . قال الله عز وجل
في سورة النبأ : (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ المَرْءُ مَا
قَدَّمَتْ يَدَاه وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً (40)
يبدأ الله في محاسبة الأقوام فيأتي بقوم نوح فيقول يا نوح أنت بلغت
رسالتي لقومك ؟ فيقول نعم يا ربى ، فيقول الله لقوم نوح يا قوم
نوح
هل بلغكم نوح برسالتي ؟ يقولوا لا يا رب ، فيقول نوح بعزتك
وجلالك إني قد بلغتهم ، والله أعلم بكل شئ ، فيقول الله يا نوح
أمعك من يشهد ؟ فيقول نعم محمد وأمته ، فيقول الله يا محمد هل
بلغ نوح من يشهد فيقول نعم يا ربى ، فيقول الله يا أمة محمد هل
بلغ نوح قومه ؟ فيقولوا نعم يا ربنا ، فتقول أمة نوح كيف تشهدوا
ولم تكونوا معنا ؟ يقولوا قرأنا كتاب الله عز وجل وفيه أن نوح قد
بلغ قومه ، فيقول الله سبحانه وتعالى صدق محمد وصدقت أمة
محمد ، وفى سورة البقرة يقول الله عز وجل : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةًوَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُم
ْ شَهِيدا ً)
••وكذلك في جميع الأمم يأتي بهم الله ثم يحكم بينهم بالحق .
يأتي الرسول
ثم يسجد تحت العرش فيقول الله له : أرفع رأسك ،
وسَل تُعط ، واشفع تُشفًع . فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( أمتي ،، أمتي ))
فيشفع لهم ، فيقول الله خذ يا محمد من يدخل الجنة من غير حساب
ولا عذاب
وكان قد جيء بالنار لها سبعين ألف عروة وكل عروة يجرها سبعين
ألف ملك وتقترب من أرض المحشر ، فيكون لها عناق طويل تلقف
الكفار من أرض المحشر ثم تلقى بهم في النار .
وتوضع الموازيين بعد أخذ الكتاب لتزن الأعمال وينادى على عبد
عبد منذ آدم إلى يوم القيامة ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (
لترون الخيط والمخيط يوم القيامة )
يا أرحم الراحمين ارحمنا
وصلى اللهم وسلم على سيد الخلق أجمعين
وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا