هدي النبي في تربية البنات
تربية النبي –صلى الله عليه وسلم- لبناته في مرحلة الطفولة :
من هديه –صلى الله عليه وسلم- في تربية بناته في مرحلة الطفولة أنه كان يُسَّر ويفرح لمولد بناته رضي الله عنهن فقد سُرَّ واستبشر –صلى الله عليه وسلم – لمولد ابنته فاطمة رضي الله عنها وتوسم فيها البركة واليمن ، فسماها فاطمة ، ولقبها بـِ (الزهراء) وكانت تكنى أم أبيها .
وفي هذا درس عظيم من دروس السيرة النبوية بأن من رزق البنات وإن كثر عددهن عليه أن يظهر الفرح والسرور ويشكر الله سبحانه وتعالى على ما وهبه من الذرية ، وأن يعزم على حسن تربيتها ، وتأديبها ، و على تزويجها بالكفء ” التقي ” صاحب الدين حتى يظفر بالأجر الجزيل من الله . ففاطمة – رضي الله عنها – كانت البنت الرابعة للنبي– صلى الله عليه وسلم– و هي أصغر ذريته – صلى الله عليه وسلم .
وفي مرحلة الطفولة يلزم الأبوين الاهتمام بالطفل وتوفير كافة الاحتياجات الخاصة بهذه المرحلة ، الحاجات الجسمية والنفسية ؛ وبالذات الأم فعليها تقع المسؤولية الكبرى في رعاية أولادها في مرحلة الطفولة فهم أكثر ما يكونون التصاقاً بها وقد حرصت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – على تربية ورعاية أولادها منذ ولادتهم ( وكانت إذا ولدت ولداً دفعته إلى من يرضعه في البادية حتى ينشئوا على الفصاحة والشجاعة كما كانت عادة قريش . لا كما يفعله بعض الأمهات في زماننا من دفع أولادهم إلى الخادمات والمربيات الأمر الذي قد يحصل معه خلل في عقيدة الطفل وسلوكه .
وفي هذه المرحلة – مرحلة الطفولة – يجب على الأبوين أن يلقنا البنت مبادئ الإسلام ، والعقيدة الصحيحة ، وتلاوة القرآن الكريم ، والصلاة ، والتعوّد على لبس الحجاب حتى تنشأ البنت على ذلك منذ نعومة أظفارها .
رعاية النبي – صلى الله عليه وسلم – لبناته في مرحلة الصبا :
وإذا كبرت البنت قليلاً وجب على والديها أن يعلماها حقوق الله سبحانه وتعالى ، وحقوق الوالدين ، وحقوق الآخرين وحسن الخلق وحسن التصرف في شتى الأمور، وعلى المحافظة على لبس الحجاب والتستر والبعد عن أعين الرجال حتى تنشأ البنت على التربية الإسلامية الصحيحة تعرف ما يجب لها وما يجب عليها.
مع الأخذ في عين الاعتبار إعدادها لما هو منتظر منها من دور هام في الحياة بأن تكون زوجةً صالحة ، وأماً حانية تربي أولادها وتعدهم لأن يكونوا صالحين مصلحين ؛ ” لأن للمرأة المسلمة أثراً كبيراً في حياة كل مسلم ، فهي المدرسة الأولى في بناء المجتمع الصالح ، وخاصة إذا كانت هذه المرأة تسير على هدى من كتاب الله في كل شيء .
وإذا قربت البنت من سن البلوغ ( التكليف ) يجب أن تدرب على أن تكون زوجة ، وأماً وهذه هي سنة الله في خلقه وعلى الأم تقع مسؤولية ذلك ، فقد بادرت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – بتمرين ابنتها الكبرى زينب – رضي الله عنها – عندما كبرت على المشاركة في أعمال البيت والتدريب على الأمومة فكانت ( زينب ) لشقيقتها الصغرى فاطمة أماً صغيرة ترعى شؤونها وتمضى فراغها في ملاعبتها .
تزويج النبي –صلى الله عليه وسلم- لبناته :
الزواج سنة من سنن الله في خلقه ، وأمر مرغوب فيه حثَّ إليه ديننا الحنيف ودعا إليه قال الله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[34] وقال تعالى : { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }.
وامتثالاً لأمر الله عز وجل وأمر رسوله – صلى الله عليه وسلم – يجب على الأب أن يزوج بناته و لا يعضلهن ويمنعهن من الزواج لأي سبب من الأسباب فواجب الأب أن يزوج ابنته وأن يختار لها الكفء من الرجال والكفء معروف هو صاحب الدين والخلق قال النبي – صلى الله عليه وسلم– ” إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” أخرجه الترمذي .