غزوة بني قريظة
غزوة بني قريظة هي غزوة شنها محمد بن عبد الله في السنة الخامسة للهجرة على يهود من بني قريظة في المدينة المنورة إنتهت بإستسلام بني قريظة بشرط التحكيم فحكم عليهم سعد بن معاذ بقتل المقاتلة وسبي الذرية والنساء وتقسيم الإموال بسبب الخيانة.
أسباب المعركة
كان اليهود من بني قريظة يسكنون في ضواحي المدينة وكان بينهم وبين النبي عهد بأن لا يساعدوا العدو عليه فلما كانت معركة الخندق وكان من بين القبائل المعادية للمدينة بنو النظير الذين طردهم محمد بن عبد الله من المدينة صار حوار بين حيي بن أخطب زعيم بني النظير وبني قريظة[1] يريد منهم ان ينقضوا عهدهم مع محمد ويساعدوهم في الاستيلاء على المدينة. يقول ابن اسحاق ان حيي تمكن من إقناع كعب بن أسد بن, زعيم بني قريظة, بمساعدتهم في احتلال المدينة. كان كعب, بحسب رواية ابن الوردي, متردد في بداية الامر وكان يقول ان محمد لم ينقض عهده معهم ولم يحرجهم لكنه قرر أن يساعد القريشيين بعد أن وعده حيي بأن ينضم إلى بني قريظة ويبقى في المدينة اذا انتهت المعركة دون ان يقتل المكيين محمد.
وصل خبر خيانة بني قريظة إلى محمد عن طريق سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فقام محمد بارسال نُعبم من مسعود الذي كان قد اسلم بالسر أن يزرع الشك بين صفوف بني قريظة والغزاة, ونجح بهذا بابطال الاتفاقية التي كانت بينهم[3][4] ولم يعد بني قريظة يثقوا بالغزاة[5] ولم يقدموا لهم أي مساعدات إلى ان انتهت المعركة وانسحبوا عن المدينة[6].
روى البخاري عن عائشة ا، أن رسول الله لما رجع يوم الخندق ووضع السلاح واغتسل ، أتاه جبريل فقال: قد وضعتَ السلاح! والله ما وضعناه (أي الملائكة)، قال: "فإلى أين؟" قال: ها هنا، وأومأ إلى بني قريظة، قالت: فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المعركة
أمر الرسول بالسير إلى بني قريظة فدخلوا حصنهم فأقام المسلمون في حصارهم 25 ليلة حتى استسلم اليهود على التحكيم فحكم فيهم سعد بن معاذ أمير الأوس ، وكان بنو قريظة حلفاء الأوس ، فحكم عليهم سعد بأن تُقتَلَ مُقاتلَتُهم، وأن تُسبى ذراريهم، وأن تُقسَمَ أموالهم ، بسبب إنهم نقضوا العهد فنفذ الرسول وقتل منهم 600 رجل
محاكمة منذ 1424 سنة "بني قريظة"
انتقد الكثيرون من العلمانيين والمتشدقين بحقوق الإنسان حكم إعدام بني قريظة وتناسوا عن عمد ما فعله اليهود بالمسلمين في كل العصور بل وما فعله اليهود بالعالم أجمع عبر التاريخ ،تناسوا كيف اضطهد اليهود المسيحية إبان ظهورها وتناسوا محاولتهم قتل المسيح عيسى بن مريم وإن كان البعض يعتقد أنهم قتلوه وصلبوه وساموه ألوان العذاب ، تناسوا عن عمد ما سطره اليهود عن أنفسهم في التوراة ،ألم تذكر التوراة أن أحدهم دفع مهرا لإحداهن 200 قلفة (العضو التناسلي للرجل)من أجساد الفلسطينيين، تناسوا عن عمد مذابح اليهود في فلسطين وغيرها في عصر يزعم أنه العصر الذهبي لحقوق الإنسان ، تناسوا دير ياسين ،صبرا ، شاتيلا، قانا، جنين............،تناسوا دماء الأطفال والنساء والشيوخ والأسرى التي أراقها اليهود ولم تزل تراق بلا سبب ، تناسوا عن عمد ما فعله الروس إبان الثورة البلشفية والفرنسيين إبان الثورة الفرنسية والتي مازال البعض يعتبر أنها بداية لعصر الديمقراطية والعدالة وتناسوا عن عمد أنها قتلت في أسبوع واحد 11.000 إنسان فأين حقوق الإنسان وأين الديمقراطية والعدالة ، ومع هذا فإن هناك أسانيد قانونية تتيح لأي قاض أن يحكم على بني قريظة بالإعدام وبارتياح ضمير فمن التهم الموجهة لهم الخيانة العظمى وكفى بها جريمة أعدم العالم المتحضر بسببها بمبرر وبدون مبرر الملايين فلم يكن في حاجة إلا إلى إلصاقها بشخص للحكم بإعدامه ،أما في حالة بني قريظة فالأمر يختلف فقد حفظ التاريخ لنا خيانتهم بصورة واضحة جلية لا تدع مجالاً للشك ولا لإثارة الشبهات ويمكنني أن أسرد بعض ما أقره العالم المتحضر في عقوبة الإعدام ومقارنته بما حدث مع بني قريظة لنرى الفرق [عن جامعة منيسوتا، مكتبة حقوق الإنسان] وجدت ما يلي:
ضمانات تكفل حماية حقوق الذين يواجهون عقوبة الإعدام [1]
اعتمدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بقراره 1984/50 المؤرخ في 25 أيار/مايو 1984
بالمقارنة مع عقوبة بني قريظة
1. في البلدان التي لم تلغ عقوبة الإعدام، لا يجوز أن تفرض عقوبة الإعدام إلا في أخطر الجرائم على أن يكون مفهوما أن نطاقها ينبغي ألا يتعدى الجرائم المتعمدة التي تسفر نتائج مميتة أو غير ذلك من النتائج البالغة الخطورة.
& وقد نفذ فيهم حكم الإعدام بعد إدانتهم في أخطر الجرائم التي يمكن أن تمس أمن وسلامة الدولة والتي يمكن أن نسرد بعضها:
@: التخابر مع العدو وقت الحرب (خيانة عظمى)
@: الاتفاق مع العدو على فتح ثغرة له للالتفاف حول المدينة (خيانة عظمى)
@ : نقض العهد بينهم وبين المسلمين والغدر بهم (فعلها هتلر مع ستالين حينما هاجم روسيا بعد إبرام معاهدة بينهما تقضي بعدم محاربة أي منهما للأخرى وكان رد الفعل الروسي كفيلا بإنهاء الحرب وهزيمة الألمان ولم ينكر العالم ما حدث ولن ينكره عاقل فهذا جزاء نقض العهد )
@ : تتبع عورات المسلمين والتحرش بهم في محاولة للالتفاف خلف الصفوف (تجسس)
@: النيل من النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته (حرب إعلامية)
@ : التشاور في إعلان الحرب على المسلمين (محاولة انقلاب عسكري، وقد حدثت في فرنسا وكان الإعدام هو العقاب الذي واجهه روبسبيير عندما قام بمحاولة للانقلاب على الجمهورية الفرنسية وحوكم وأعدم )
×وعقوبة التجسس والخيانة العظمى كما هو معروف (الإعدام)
2. لا يجوز أن تفرض عقوبة الإعدام إلا في حالة جريمة ينص القانون، وقت ارتكابها، على عقوبة الموت فيها، على أن يكون مفهوما أنه إذا أصبح حكم القانون يقضى بعد ارتكاب الجريمة بفرض عقوبة أخف، استفاد المجرم من ذلك.
&عقوبة الخيانة العظمى حتى الآن يعمل بها في بعض الدول وهي الإعدام وكذا التجسس ولم ينص القانون على إلغاء الإعدام إلا في عهد قريب وفي بعض الدول فقط لا كل الدول ومازالت الإعدام كعقوبة الخيانة العظمى والتجسس معمولا بها في الدول العربية .
3. لا يحكم بالموت على الأشخاص الذين لم يبلغوا سن الثامنة عشرة وقت ارتكاب الجريمة ولا ينفذ حكم الإعدام بالحوامل أو بالأمهات الحديثات الولادة ولا بالأشخاص الذين أصبحوا فاقدين لقواهم العقلية.
&لم ينفذ حكم الإعدام في بني قريظة إلا في البالغين العاقلين الذين يمكنهم محاربة المسلمين (حمل السلاح) منهم أما النساء والذرية لم ينفذ فيه حكم الإعدام
4. لا يجوز فرض عقوبة الإعدام إلا حينما يكون ذنب الشخص المتهم قائما على دليل واضح ومقنع لا يدع مجالا لأي تفسير بديل للوقائع.
&وهذا الدليل نص عليه بني قريظة بالفعل والقول فقد ورد في كتب السير (..........فلما انتهى الخبر إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} والى المسلمين بعث رسول الله {صلى الله عليه وسلم} سعد ابن معاذ وهو يومئذ سيد الأوس وسعد بن عبادة وهو يومئذ سيد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة وخوات بن جبير فقال انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم فإن كان حقا فالحنوا إلي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس
فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم نالوا من رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وقالوا من رسول الله لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه وكان رجلا فيه حدة فقال له سعد بن عبادة دع عنك مشاتمتهم فما بيننا أربي من المشاتمة.....)
5. لا يجوز تنفيذ عقوبة الإعدام إلا بموجب حكم نهائي صادر عن محكمة مختصة بعد إجراءات قانونية توفر كل الضمانات الممكنة لتأمين محاكمة عادلة، مماثلة على الأقل للضمانات الواردة في المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، بما في ذلك حق أي شخص مشتبه في ارتكابه جريمة يمكن أن تكون عقوبتها الإعدام أو متهم بارتكابها في الحصول على مساعدة قانونية كافية في كل مراحل المحاكمة.
&وقد تم لهم هذا بالنزول على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه ومما جاء في كتب السير: (....فلما أصبحوا نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواثبت الأوس ، فقالوا : يا رسول الله إنهم موالينا دون الخزرج ، وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت - وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بني قريظة قد حاصر بني قينقاع وكانوا حلفاء الخزرج ، فنزلوا على حكمه فسأله إياهم عبد الله بن أبي ابن سلول فوهبهم له . فلما كلمته الأوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا : بلى ، قال رسول الله فذاك إلى سعد بن معاذ.....)
6. لكل من يحكم عليه بالإعدام الحق في الاستئناف لدى محكمة أعلى، وينبغي اتخاذ الخطوات الكفيلة بجعل هذا الاستئناف إجباريا.
7. لكل من يحكم عليه بالإعدام الحق في التماس العفو، أو تخفيف الحكم، ويجوز منح العفو أو تخفيف الحكم في جميع حالات عقوبة الإعدام.
8. لا تنفذ عقوبة الإعدام إلى أن يتم الفصل في إجراءات الاستئناف أو أية إجراءات تتصل بالعفو أو تخفيف الحكم.
&وقد ورد هذا في العديد من الصور يومئذ منها على سبيل المثال ما ورد في الروض الأنف......قال ابن إسحاق : وقد كان ثابت بن قيس بن الشماس كما ذكر لي ابن شهاب الزهري ، أتى الزبير بن باطا القرظي وكان يكنى أبا عبد الرحمن وكان الزبير قد من على ثابت بن قيس بن شماس في الجاهلية . ذكر لي بعض ولد الزبير أنه كان من عليه يوم بعاث أخذه فجز ناصيته ثم خلى سبيله - فجاءه ثابت وهو شيخ كبير فقال يا أبا عبد الرحمن هل تعرفني ؟ قال وهل يجهل مثلي مثلك ، قال إني قد أردت أن أجزيك بيدك عندي ، قال إن الكريم يجزي الكريم ثم أتى ثابت بن قيس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه قد كانت للزبير علي منة وقد أحببت أن أجزيه بها ، فهب لي دمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك ، فأتاه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وهب لي دمك ، فهو لك ، قال شيخ كبير لا أهل له ولا ولد فما يصنع بالحياة ؟ قال فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله هب لي امرأته وولده قال هم لك . قال فأتاه فقال قد وهب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلك وولدك ، فهم لك ، قال أهل بيت بالحجاز لا مال لهم فما بقاؤهم على ذلك ؟ فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ماله قال هو لك . فأتاه ثابت فقال قد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ، فهو لك ، قال أي ثابت ما فعل الذي كأن وجهه مرآة صينية يتراءى فيها عذارى الحي كعب بن أسد ؟ قال قتل قال فما فعل سيد الحاضر والبادي حيي بن أخطب ؟ قال قتل قال فما فعل مقدمتنا إذا شددنا ، وحاميتنا إذا فررنا ، عزال بن سموأل ؟ قال قتل قال فما فعل المجلسان ؟ يعني بني كعب بن قريظة وبني عمرو بن قريظة ؟ قال ذهبوا قتلوا . قال فإني أسألك يا ثابت بيدي عندك إلا ألحقتني بالقوم فوالله ما في العيش بعد هؤلاء من خير فما أنا بصابر لله قتلة دلو ناضح حتى ألقى الأحبة . فقدمه ثابت فضرب عنقه .
9. حين تحدث عقوبة الإعدام، تنفذ بحيث لا تسفر إلا عن الحد الأدنى الممكن من المعاناة.
&ورد في سيرة ابن هشام (........قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة عن أبي عمرو المدني قال لما ظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة أخذ منهم نحوا من أربع مئة رجل من اليهود ، وكانوا حلفاء الأوس على الخزرج ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تضرب أعناقهم فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ويسرهم ذلك فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخزرج ووجوههم مستبشرة ونظر إلى الأوس فلم ير ذلك فيهم فظن أن ذلك للحلف الذي بين الأوس وبين بني قريظة ولم يكن بقي من بني قريظة إلا اثنا عشر رجلا ، فدفعهم إلى الأوس ، فدفع إلى كل رجلين من الأوس رجلا من بني قريظة وقال ليضرب فلان وليذفف فلان..........) ويكفي ما رواه مسلم بسنده عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته