أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري، وأنا مستقيم ومؤدي لواجباتي الدينية والحمد لله، إلا أنني أشعر بأني أميل للرياء والسمعة في أعمالي كالصلاة وغيرها من الأعمال، وهذا والله رغماً عني، وأنا ألح على الله بالدعاء أن يخلصني من هذا البلاء ولكن دون جدوى، سؤالي: هل أعتبر مشركاً بالله، وهل أعتبر كمن يرائي بأعماله عامداً متعمداً أم أن الله - سبحانه وتعالى - لا يؤاخذني، حيث أن ذلك بغير إرادتي، ارجوا الإجابة على سؤالي هذا، وأن تدلوني على ما يخلصني من هذه البلوى، وجزاكم الله خيرا؟
لا شك أن الرياء منكر وشرك ومن أعمال المنافقين، فالواجب عليك الحذر منه، وجهاد نفسك حتى تتخلص منه، مع سؤال الله - سبحانه وتعالى-، والضراعة إليه أن يعافيك من ذلك، ولا تيأس، بل استمر في الدعاء والضراعة إلى الله في أن يوفقك، وأن يهديك حتى تدعه، وجاهد نفسك واصبر وصابر في ذلك، حتى يعافيك الله من ذلك، وهو من خُلق أهل النفاق؛ كما قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [(142) سورة النساء]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يقول الله عز وجل، أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه). ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح الدجال؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس إليه). فأنت جاهد نفسك وأبشر بالخير، ومن جاهد أعانه الله، يقول سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [(69) سورة العنكبوت]. فإذا جاهدت نفسك في هذا السبيل فأبشر بالخير، والله سوف يعنيك ويهديك السبيل القويم، ولا تيأس، ولا تقنط، اصبر وصابر، واسأل ربك العون، وأبشر بالخير الذي وعد الله به الصادقين والصابرين، وهذا شركٌ أصغر وليس بشرك أكبر، بل هو من الشرك الأكبر، كما قال عليه الصلاة والسلام يخاطب الصحابة: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)؟؟؟؟؟ فيها، فهو قد أصاب غيرك كما أصابك، فعليك بالصبر وسؤال الله العافية، وهو ليس من الشرك الأكبر الذي؟؟؟؟ ولكنه شرك أصغر يحبط العامل الذي يقابله، العمل الذي يقابله يحبطه إذا قمت تصلي صلاةً للريا بطلت هذه الصلاة، إذا أتبعتها الريا، وإذا تصدقت للريا بطلت ثوابها، وإذا سبحت أو ذكرت الله للريا قرأت القرآن للريا ما ذكرت الله، بل عليك الإثم، وإذا جاهدت نفسك في تركه والحذر منه أعانك الله ويسر أمرك، وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) سورة الطلاق، ويقول سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة الطلاق، فأبشر بالخير واصبر وصابر والله يعينك.